تجده جالساً تحت مبنى عمارة ببشرته القمحيه و
طوله الفارع و كاميرته التى قلما تفارق يده تنظر له بتمعن فترى النظارة الرايبان
السوداء و تلك الأبتسامة المميزة التى تشعرك بأنك تعرفه لو لم تكن تعرفه، تشعرك
أنه صديقك أو قريبك...
ربما تذهب لتحضر محاضرة أو لتأكل فى حورس و ترجع لتجده فى نفس المكان
محاطاً دائماً بالناس، أنه من معالم هذه الكلية كالمسلة و مبنى عمارة لا أعرف حقاً
كيف كان شكل هذه الكلية قبل أن يأتى و لا أتخيل شكلها حقاً بعد أن يذهب!
أنه عبد الرحمن الشامى الذى يقترن أسمه بيننا فى الكلية بذكريات مختلفة،
ربما عندما تسمع أسمه تتذكر الخروجات الأثرية التى ينظمها، أو أتحاد الطلبة و
النشاط الطلابى،أو أحداث محمد محمود و مجلس الوزراء، أو أضراب فبراير من أجل
موافى، أو حملة أبو الفتوح التى لم توفق، أو نادى الكتاب و أجتماعته الدورية
....إلخ، قد تذكر كل هذا أو ربما لا تذكر شيئاً على الأطلاق...
لا أذكر متى ولا كيف عرفت شامى
فجأة صرت أعرفه و أتكلم معه، فقد شدنى إليه بروحه المرحة و قلشه المستمر، أقتربت
منه أكثر خلال أجتماعات المجلة التى لم تتم فتعرفت أكثر على شخصيته و خلفيته
الثقافية، وجدت وقتها أنه يذكرنى بالموظف المصرى الذى نراه فى التلفزيون فى فترة
الخمسينات: بسيط، نشيط، ملتزم باللوائح و التعليمات، يعرف حدوده و مؤمن بالوطن،
ذلك الطراز لم يعد ينتج بكثرة هذه الأيام لو كنت تريد رأيى!
يتم شامى اليوم عامه العشرين و ما زالت رأسه تتمتلئ بكثير من الأهداف يريد
أن يحققها فى الأعوام الثلاث الباقين له فى الجامعة و أرجو أن يوفقه الله فى ذلك و
أن تنتهى هذه المرحلة على خير و يصبح الشخص الذى يتمنى أن يكونه...
إن حدث و أنقطعت علاقتى بعبد الرحمن بعد الدراسة – و لن يحدث ذلك إن شاء
الله – سيظل هو من الذكريات المميزة لأيام الجامعة؛ لذلك كل سنة و أنت طيب يا
شامى...